تخطيط البصرة

AdMin
إن مدينة البصرة التي أُنشئت على شط العرب عند تفرع نهر العشار، ما لبثت أن توسعت شمالاً وجنوباً على طول الضفة الغربية لهذا الشط، وعلى الرغم من توسعها الكبير نحو الغرب فإن شكلها لا يزال مستطيلاً. إن الصورة الحالية للمدينة في معظمها، جاءت نتيجة الجهود التخطيطية التي استمرت منذ فترة الخمسينات، لتوجيه العمران واستعمالات الأرض المختلفة، من سكنية وصناعية وتجارية وخدمات، تفصلها شوارع وطرق من مستويات متباينة. وفي المدينة على العموم نمطان من التخطيط، النمط الرباعي، وهو النمط الغالب على خطة المدينة، والنمط العضوي وهو النمط غير المنتظم، وفيه لا تتبع الشوارع نمطاً موحداً أو منسجماً سواء من حيث الاتجاه أو الاتساع، فتغلب الشوارع الضيقة والأزقة الملتوية وغير السالكة في هذا النمط (العشار والبصرة القديمة).
ومما يميز خطة البصرة أيضاً، إضافة إلى إحاطتها بأربعة أنهار وقنوات مائية، وجود كثير من القنوات والجداول التي تأخذ مياهها من شط العرب لتمتد باتجاه الغرب إلى منتصف المدينة بعد أن كانت تنتهي غربي المدينة، قبل أن تتوسع باتجاه الغرب لتصل إلى شط البصرة. وقد عملت الدولة على تطوير هذه الجداول بأساليب حديثة لتصبح من المعالم السياحية الجميلة في المدينة التي تتفرد بمثل هذه الظاهرة في العراق.
إن سياسة التخطيط التي تعتمدها الدوائر الحكومية المختصة، أصبحت العامل الحاسم في رسم خطة المدينة. وأسهمت في هذه الجهود شركات أجنبية متخصصة إلى جانب الجهود الوطنية والمحلية، لغرض تخطيط البصرة من نواحي عمرانية واقتصادية واجتماعية. وفي مدينة البصرة 85 محلة سكنية، تتباين في عدد سكانها، وأكبرها حي الحسين الذي يضم أكثر من 120 ألف نسمة. وهناك نسبة عالية من الدور السكنية في المدينة تعيش فيها أكثر من عائلة واحدة، وهذا يعني أن المدينة بحاجة ملحة إلى عدد كبير من الوحدات السكنية لتلبية حاجة السكان إلى السكن الملائم، وقد أسهم الحصار الاقتصادي على العراق إلى درجة كبيرة جداً في خلق أزمة السكن، حيث لم يتمكن الكثير من السكان من بناء الدور السكنية، على الرغم من امتلاكهم قطع الأراضي التي وزعتها عليهم الدولة مجاناً.