العهد العباسي

AdMin
تولى أبو العباس السفاح الخلافة في عام 132هـ (749م). وكانت مهمته بناء الدولة العباسية، فكان عليه أن يثبت أقدام العباسيين في الخلافة ويوطد أركانهم وقد نجح في ذلك في السنوات القليلة التي قضاها في الحكم. ومن الطبيعي أن يبدأ الخليفة الجديد بتشديد القبضة على كل الولايات التي كانت تابعة إلى الحكم الاموي سابقاً بما فيها ولاية البصرة. عهد الخليفة أبو العباس في العام الذي تولى فيه الخلافة ولاية البصرة إلى القائد العباسي سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب. وأثناء ولايته اجتمع في البصرة بعض رجالات الدولة الأموية ومؤيديهم من بينهم بعض الولاة الاموين السابقين على ولاية خراسان وفارس وغيرها، الذين فروا امام زحف الجيش العباسي. وكانت أعدادهم كبيرة بحيث بلغ عددهم ما يقارب أربعة آلاف رجل. ولقد اضطر الوالي الجديد ابن معاوية إلى محاربتهم، وذكر أنه دارت معارك ضارية بين الجانبين دامت سبعة إيام وانتهت بهزيمة الأمويين. وقتل خلالها اثني عشر ألف نسمة.
خلال الحكم العباسي شهدت البصرة معركة كبيرة قادها الثوار الزنج كانت ثورة بارزة على الخلافة العباسية في منتصف القرن التاسع الميلادي، تمركزت حول مدينة البصرة، جنوب العراق اليوم، وامتدت لأكثر من 14 عاما (869 - 883م) قبل أن تنجح الدولة العباسية في هزيمتها، ويعتقد أن الحركة بدأت بزنوج من شرق افريقيا استعبدوا وجيء بهم إلى تلك المنطقة، وامتدت لتضم العديد من المستعبدين والأحرار في مناطق عدة من الإمبراطورية الإسلامية. فكان الزنج قد ثاروا على المالكين وأسسوا حكومة لهم كان مقرها مدينة المختارة (جنوب البصرة)، وهددت الدولة العباسية حتى جندت كل إمكاناتها لتسحقها، فكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها. وكانت البصرة في الماضي من أشهر المدن وأكثرها أدباً وعلماً وتجارة وعزاً وأجلها شأناً وأبهجها مركزاً ولا سيما في أيام العباسيين الذين زادوا في عمارتها وشادوا فيها الأبنية الجميلة من صروح ومقاصير ومساجد. وكانت بعد بغداد في الأهمية والذكر. وكانت مركز التجارة بين العراق والبلاد الأخرى.
عُرفت البصرة أيضاً بدورها الكبير الذي أدته في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية. فقد كانت مساجدها ومدارسها تعج بحركة العلماء والفقهاء والأدباء. وخرج منها فطاحل علماء المسلمين وكبار فقهائهم. واشتهرت بأئمة المعتزلة. وظهرت فيها في القرن الرابع للهجرة مدرسة شهيرة ذاع صيتها في الآفاق، وعرف أصحاب هذه المدرسة بإخوان الصفا. انظر: إخوان الصفا. ودعيت البصرة قبة الإسلام. وكانت البصرة تناظر الكوفة في المذاهب العربية وهو أمر مشهور في كتب النحاة. ولذلك كانتا أشهر من أن تذكرا في صحة العربية وثقتها. وقال بعضهم حيثما وجد اختلاف بين البصريين والكوفيين، فمذهب البصريين أصح من جهة اللفظ ومذهب الكوفيين أصح من جهة المعنى.